حول تظاهرات 13 أوت 2012

يحتفل الشعب التونسي يوم 13 أوت 2012 بما يسمّى عيد المرأة الذي استغله الجميع أحزابا ومنظمات أثبتت انتخابات 23 أكتوبر إفلاسها في بث البلبلة والفوضى في صفوف مجتمعنا الذي بدأ يلملم نفسه بعد سنة وسبعة شهور من طرده للدكتاتور بن علي .
إنّ الحرية السياسية التي أافرزتها الثورة حوّلها هؤلاء إلى فوضى حيث أعطوا لأنفسهم الحق في اختلاق الأسباب للنّزول إلى الشّارع وتعطيل مصالح النّاس كانقطاع الماء أو الكهرباء بصفة وقتية وكانّ الحزب الحاكم هو من قام بذلك ، لقد أدّى إحباط هؤلاء إلى تأويل الفصل الثامن من مشروع الدستور الحالي والذي ينصّ على التّكامل بين الرّجل والمرأة ورغم أنّ حزب حركة النّهضة قد صرّح بعدم المسّ من "حقوق المرأة" وأنّه قد تخلّى نهائيا عن الاسلام دستورا للبلاد إرضاء لأيتام بن علي فإنّ هؤلاء تمسّكوا بمبدإ سياسة ليّ الذّراع وتقديم نصف الكأس الفارغ وأنّهم البديل القادم .
إنّ مجلّة الآحوال الشخصيّة ينبغي أن تعبّر عن روح الإسلام في خصوص الزواج والطلاق والإرث الخ ... ولا يمكن أن تستجيب لما يسمّى بالحداثة والتي أنتجت لنا أسرة مفكّكة ونساء سافرات ونسبا متزايدة في الطلاق وأطفالا مجهولي النسب ... وقد أثبتت مشاريع التّحديث للمجلّة في تونس زمن المقبور بورقيبة وابنه البار بن علي فشلها وذلك بعدم الإقبال عليها حتّى من البلدان الأكثر حداثة بل ظلّت محلّ تندّر من العديد من نساء أمم أخرى ...
لقد أكّدت الأحداث أن مجتمعنا يزخر بدعاة التسيب والإنحلال والحرية الجنسية تحت يافطات عديدة وايديولوجيات مختلفة ويجب اتخاذ اجراءات شجاعة لتكريس شرع اللّه تعالى ولا خوف في اللّه لومة لائم وليكن نبيّنا محمّد عليه الصلاة والسلام قدوتنا في غيرته على أحكام اللّه جلّ جلاله وحدوده ولا ينبغي أن تنساق حركة النّهضة إلى إرضاء دعاة التقدمية ببلادنا إلى التّخلّي عن مبادئها التي جعلتها تقدّم تضحيات جسيمة بمباركة هذه الأحزاب نفسها .
إنّ المحطّة الانتخابية المقبلة لايمكن النّجاح فيها إذا تخلّى الحزب عن مبادئه وليكن الجميع على يقين أنّ هؤلاء من أحزاب لاشعبيّة لو كانوا في موقع النّهضة اليوم لنفّذوا برامجهم ولتشرب الجماهير من البحر ... لذا فلا ينبغي أن نضفي على الدّستور " إسلام القشور " إرضاء لآعدائه وطمعا في ولاية أخرى ...

منصور البوغانمي ـ منزل بورقيبة