ثورة الكرامة في ذكراها الثانية

يستعد الشعب التونسي لإحياء الذكرى الثانية لثورة الكرامة ( ديسمبر 2010 / جانفي 2011 ) وقد توضّحت الخارطة السياسية : جبهة قومية وجبهة يسارية واحزاب اسلامية متفرقة وترويكا حاكمة لازالت تتمخض في مستقبل غير واضح وتكتل اجتماعي يهدد ويتوعّد ....
الجميع يستعدّ للمرحلة الانتخابية المقبلة في شكلها الدائم بفارغ الصبر ، ورغم التّنازلات الجوهرية التي قدّمتها النّهضة خاصّة في الدّستور بالتّخلّي عن أسلمة الحكم في تونس ممّا تسبّب في ردّ الفعل قويّا وعدائيا من قبل أحزاب وحركات ذات المرجعية الإسلامية ، ورغم ذلك فإنّ المعارضة واصلت عداءها الأزلي للإسلام وحامليه ... في هذه المناسبة المأثورة سترفع الكثير من الشعارات والمطالب والتي تتمحور حول "فشل النهضة وحلفائها في الحكم " وبالتالي ضرورة الإطاحة بها وانتخاب البديل الذي لايخرج عن الجبهات اليسارية أو القومية ... وفي ظلّ هذ الإحتقان اّلسياسي الخانق تحلّ الذكرى الثّانية لثورتنا المجيدة وهذا منتظر بعد إسقاط نظام الدكتاتور بن علي الذي كان كاتما على الأنفاس وخاصّة على الإسلاميين وعلى أي مشرو ع إسلامي ولكنّ هذه الصّراعات الشديدة التي لم تعد خافية على أحد ستخبو بعد الإنتخابات وستنفكّ الجبهات وكلّ حزب يعود إلى مقرّه وعقيدته ومناصريه يكتب بيانات ينقد سياسات ويشجب مواقف فأي مستقبل مع هؤلاء الذين لابرنامج لهم سوى معاداة الأخرين على مجرد اختلاف في وطنية هذا البلد أو ذاك أو برنامج هذا الحزب أو ذاك ... ولحزب حركة النهضة أقول إنّ التّنازلات التي قدّمتها وخاصّة في التّخلّي عن الشّريعة الإسلامية لم تجن منها شيئا غير الإنعزال عن الآخرين فالحركات الاسلامية المحلية كحزب التحرير والتيار السلفي انضموا الى جبهة الاعداء والمناوئين وبهذا يصبح السؤاال الملح : " بأي تحالف ستشار ك النهضة في الاستحقاق الانتخابي القادم والذي بقي موعده غير ثاب الى اليوم ؟ "

ADMIN