كلمة للسياسيين

من أفضال ثورتنا بروز تيّارات سياسيّة وفكريّة متنوّعة ساهمت في إثراء الحياة الثّقافيّة والسّياسيّة والإعلاميّة ورغم ما أفرزته من صراع وتجاذب أقلق الفئة الشّعبيّة في بلادنا التي عبّرت عن رغبتها الملحّة في الاستقرار ، فإنّ ذلك يعدّ أمرا مفهوما بعد ثورة فتيّة لا تزال في سنتها الثّانية إلاّ أنّ ما شدّ انتباهي ، وأنا أتابع السّجالات بين السّياسيّين أنّ هناك معاداة واضحة لا للاسلاميين بل للإسلام فمنهم من يلغيه تماما برفض تفعيله في الدّستور ومنهم من يدعو إلى الاكتفاء بذكره في التّوطئة ولم يقف الأمر عند ذلك الحدّ بل تعدّاه إلى التّنديد بكلّ داعية يأتي إلى بلادنا بل إلى مقاضاته وهذه ليست أخلاقا حضاريّة أو إنسانيّة . هل بهذه الممارسات يمكن أن يحظى هؤلا ء بدعمنا في الانتخابات ؟ أو حتّى بمجرّد تعاطفنا معهم ؟ لقد تجنّدت "المعارضة" منذ 24 أكتوبر 2011 ( غداة الانتخابات ) بإفشال الحكومة واستثمار كلّ حدث مهما كان حجمه لإبراز "فشل" الحكومة وعجزها ولم يحرّكوا ساكنا عندما أهين رسولنا صلّى اللّه عليه وسلّم في الفيلم "التّاريخي " بل أن الحزب الماركسي الوحيد الذي أدان ذلك رسميّا هو حزب العمل الوطني الديمقراطي وهو موقف يسجّل له حسب رأيي .
إنّ الوضع الحالي ببلادنا يتطلّب مزيدا من الوطنيّة والمواطنة من الجميع لإنجاح ثورتنا العظيمة وليعلم الجميع سياسيين ونقابيين أنّ سلبيّات 50 سنة من الحكم لا تحلّ في سنة ولنتّجه جميعا إلى مناقشة الدستور وتسهيل المهمّة أمام المجلس التّأسيسي لإصداره والتّفرّغ بعد ذلك للإعداد للانتخابات ...