ذكرى وفاة هاشم محمد البغداد

بسم الله الرحمن الرحيم .. في هذا اليوم تمر الذكرى الاربعين لوفاة المرحوم قنديل الخط العربي ومعلم الاجيال والنبراس الذي لاينطفأ ولا ينضب زيته مدى الدهر (هاشم محمد البغدادي) الذي اعاد لبغداد القها وتأريخا فارقها قرونا .. اعاد لتأريخ الخط ولادته من جديد الى بغداد السلام .. وحمل امانته الى الجيل الذي ابدع من بعده وسار على خطواته .. التي اصبحت فيما بعد مدرسة متجددة متألقة في الوطن وفي العالم .. الكل يستذكره بلوحاته الخالدة واضافاته التي اعادة مجد (المدرسة البغدادية) الاصيلة وجعل منها الابجدية التي سار عليها الجيل الذي خلفه ... بغداد اصبحت قبلة لكل الخطاطين يستمدوا منها مداد الحرف ليتألقوا برسمه بأحلى شكل .. لطالما يبرز السؤال .. ماذا اعطى المرحوم هاشم لبغداد والخطاطين ..؟؟؟؟ انه اعطى لبغداد عصارة تجاربه الفنية واعاد ماقدمه المبدعين الذين سبقوه ابن مقلة وابن البواب والمستعصمي من جهد لاضهار الخط العربي بشكله فهذبه ورشقه واضاف اليه مسحة جمالية واخذ منهم اسس المدرسة البغدادية وقدمها بشكل يختلف عن المدارس الاخرى التي ظهرت وابدت بعض الملامح واجتهاد في مقاييس الحرف .. فهو اخذ اوسطها .. وجعل له خصوصية متميزة (بغدادية النكهة) .. كما ترك لنا مصدرا مهما يمكن لكل خطاط الرجوع اليه .. (كراسة الخط العربي) .. ورسم لنا ابدع ماعملته انامله من عمل خالد , الخطوط التي ازدانت بها الجوامع ومنها (جامع بنية) وسطر خط المحقق على واجهة جامع الحيدرخانة .. وغيرها من الاعمال الخالدة .. وقمتها .. الاشراف على طباعة المصحف الشريف واعادة كتابة الصفحات التالفة منه .. وغيرها من الاعمال الخالدة التي لاتحصى ..
اما ما اعطى للخطاطين .. اعطاهم امانة كبيرة وضعت بأعناقهم ليحافظوا على هذا الارث ويعطوه مايمكنهم من جهد وصبر وابداع ويحافظوا على التراث الخالد الذي خلفه . ويكونوا بذلك خير خلف لخير سلف . تحية الى كل المبدعين ... ورحم الله موتانا من الفنانين الخطاطين .. وبارك الله بكل جهد يصب في نشر هذا الفن وتشجيعه .. اخوكم فالح حسن الدوري .. الامين العام للمركز الثقافي العراقي للخط والزخرفة 2013/5/1